الأحد، 3 نوفمبر 2013

في حفل جنائزي مهيب حضره الآلاف بالقرارة ولاية غرداية، عضو حلقة العزابة الشيخ سليمان كرشوش في ذمة الله

شيّع بعد عصر يوم السبت 02 نوفمبر 2013 بالقرارة ولاية غرداية جثمان عضو من أعضاء حلقة العزابة بالقرارة ولاية غرداية الشيخ سليمان بن باحمد ، عن عمر يناهز 86 سنة في جو مهيب حضره الآلاف من المواطنين قدموا من كل حدب وصوب .
الشيخ سليمان بن باحمد كرشوش من مواليد 1344ه/1926م بالقرارة مسقط رأسه، حيث تلقى تعليمه الابتدائي فيها، مستظهرا كتاب الله تعالى عن ظهر قلب بحفظ جيِّد فكان من خيرة الحفاظ في البلد، ثم انتقل إلى معهد الحياة فتخرج منه بعد خمس سنوات، وفي يوم 8 ديسمبر 1947 التحق معلما بمدرسة الحياة العامرة، فتخصص بتحفيظ القرآن واستمر في ذلك قرابة سبعين عامًا إلى الأيام الأخيرة قبل وفاته، وفي سنة 1368 هـ 1948 م تزوَّج فقيدنا زواجه الأول فخلف ستة ذكور وأربع إناث، منهم ثلاثة من خيرة الأساتذة والمعلِّمين، وفي سنة 1398 هـ 1978 م انضمَّ إلى حلقة العزابة فكان معينا لوكيل المسجد، ونائبا للإمام، ثم إماما، وممَّن يتولَّون تجهيز الأموات، كما كلٍّف بإجازة الطلبة حفظهم كتاب الله، وقد استظهر على يديه المئات منهم صاروا أئمة مقتدرين في مساجد قراهم، وفي سنة 1400 هـ 1980 م سنَّ إمامة التراويح بالتلاوة الكاملة للقرآن الكريم في المسجد الكبير بالقرارة، وكانت قبل ذلك بخواتيم القصار المفصَّل، فغدت سنةً حسنة له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، كما شغل الفقيد منصب رئيس عشيرة أولاد مرزوق بالقرارة، وكان الممثل لها في الهيئات العرفية العامة .
خصال المرحوم كرشوش سليمان

يتميز فقيدنا بخصال شهمة أهَّلته لأن يكون من الذين يظلهم الله تحت ظلِّ عرشه يوم لا ظلَّ إلاَّ ظله، فهو شابٌّ نشأ في طاعة الله، وهو رجل معلَّق قلبه بالمساجد، لم يتركها في حال الأمن أو الخوف، لا يخرج منها إلا ليعود إليها، وكما اشتهر الشيخ سليمان بالإخلاص لله تعالى، والصدق في العمل، والحزم في الإنجاز ، والصرامة في المواقف، والمرابطة في الميدان، أكسبته هذه الخلال هيبة وجلالا وتوقيرا، وأيضا يتمتع المرحوم بروح الدعابة والطرفة والمزاح والبداهة إلاَّ أنه لا يقول إلا حقًّا، فكان بذلك من الموطئين أكنافا من الذين يألفون ويؤلفون، ويمتاز فقيدنا بذاكرة قويَّة وحافظة نقيَّة جعلته يحفظ الأنساب عمومة وخؤولة، فكان نسابة زمانه، يهرع إليه كلُّ من استشكل عليه نسبه أو صهره، ويعتبر الشيخ سليمان مرجعا تأريخيا حصينا، وشاهدا لعصره أمينا، يتميز بحفظ دقائق الحوادث التأريخية في كلِّ جوانبها، فغدا مصدرا شفويا مهمًّا، لكثير من الباحثين والدارسين، وموئلا لكثير من الشباب الذين يريدون الاذكار بما مضى من السنين، والاعتبار بمن خلا من القرون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بارك الله فيك