الأربعاء، 21 مارس 2012

مداخلتي في اليوم البرلماني حول ترقية المنظومة القانونية للمعاق في ظل الإصلاحات الوطنية


السيد رئيس المجلس الشعبي الوطني المحترم.
السادة الوزراء والإطارات المرافقة.
السيدات والسادة النواب.
الزميلات والزملاء من فئة المعاقين.
الأسرة الإعلامية.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

     بداية، أصالة عن نفسي ونيابة عن فئة المعاقين بولاية غرداية، أبلغكم أسمى عبارات الامتنان والشكر، لتنظيم هذا اليوم البرلماني، الذي يجسد بحق الاهتمام الذي أولته الهيئة التشريعية في جزائرنا الحبيبة لفئة المعاقين، في ظل
الإصلاحات البناءة التي جاءت بها السياسة الرشيدة لفخامة رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة.
     سأحاول في مداخلتي المقتضبة هذه، التركيز على أهم انشغالات فئة المعاقين في ولاية غرداية خصوصا، وولايات الجنوب بشكل عام، والتي ربما تتميز عن باقي انشغالات فئة المعاقين في ولايات الوطن الأخرى.
     قبل البدءِ، أذكّر نفسي وأخواتي وإخواني الحاضرين، إلى أن الشريعة الإسلامية حددت أنواع الإعاقة منذ أربعة عشر قرنًا، في قوله تعالى: ﴿ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج﴾ [الفتح: 17]، فجاءت كلمة الأعمى إشارة إلى الإعاقة الحسية، والأعرج للإعاقة الحركية، والمريض للإعاقة العقلية وبقية الإعاقات الأخرى. ولم يصل لذلك التصنيف العلماء والمختصون في مجال الإعاقة إلا في نهاية العقدين الماضيين. وعليه فإننا نحن المسلمين أولى من غيرنا بإيجاد حلول مناسبة لهذه الفئة.
     أعود إلى صلب مداخلتي، لأقول بأنه لا يُنكر إلا جاحدٌ المجهودات المبذولة في الاعتناء بالمعاق في جزائرنا، غير أن هنالك نقائص وانشغالات وجب علينا التنبيه إليها، للنهوض بهذه الشريحة، وتمكينها بما تستحق لتساهم هي الأخرى بما يمكنها في تنمية البلاد.
     وفي هذا الإطار، يمكن لي تحديد جملة مطالب وانشغالات، منها:
   - تعزيز ترسانة التشريعات والتنظيمات التي تمكّن المعاق من الاعتماد على نفسه، ودمجه بشكل تدريجي في المجتمع.
   - مراجعة شروط تحويل الطلبة الجامعيين المعاقين، التي تحرمهم من تغيير التخصص في حال عدم ملاءمة التخصصات المفتوحة في المؤسسة الجامعية لولايتهم. وكذا توفير إمكانات مناسبة للإقامة الجامعية نظرا لاستحالة التنقل بين البلديات داخل الولاية الواحدة في الجنوب بشكل يومي.
   - التركيز على حماية ودعم أسر المعاقين، باعتبارها نواة أساسية لتربية ورعاية النشء.
- تفعيل المجلس البلدي لرعاية وتأهيل المعاقين، وكذا المجالس الولائية، من خلال إصدار قانون جديد لرعاية وتأهيل المعوقين، ليستوعب المتغيرات والتطورات التي حدثت خلال الفترة الماضية، وتمثيل المعاقين في الأجهزة التنفيذية والتشريعية ومواقع اتخاذ القرار.
   - إحصاء المعوقين ضمن برامج الإحصاء السكاني، وتحيين بنوك المعلومات على مستوى المديريات المختصة، والوزارة الوصية، وذلك للمساعدة في وضع الخطط والبرامج في مجال الرعاية والتأهيل.
   - تخصيص فرص عمل مناسبة للمعاقين، من خلال نسبة معينة من المناصب التي تفتتح في مختلف القطاعات ضمن البيئة المحلية للمعاقين.
   - حث وتحفيز القطاع الخاص لتوظيف المعاقين.
   - إنشاء إدارة خاصة بوزارة العمل والضمان الاجتماعي لتتولى شؤون توظيف المعاقين.
   - توظيف الإمكانات والموارد المحلية لصالح المعاقين.
   - مواصلة التحديث في مراكز الأطراف الصناعية لإنتاج كافة المعينات الفنية والأجهزة التعويضية والأطراف الصناعية، وحث ولايات الجنوب على إنشاء مراكز مشابهة، وتوفير التدريب اللازم للمعاقين والعاملين في مجال الإعاقة.
   - الاهتمام بلغة الإشارة، وبثها عبر القنوات الأرضية والفضائية، وتوفير مكتبات وأجنحة خاصة بهذه الشريحة من المجتمع على مستوى المكتبات البلدية في مدن الجنوب.
   - سنّ الضوابط اللازمة للحد من حوادث المرور والعمل والحرائق والكوارث الطبيعية.
   - المحافظة على صحة البيئة والنظافة، والحد من استخدام الكيماويات في المنتجات الزراعية والمأكولات.
   - تحريك المجتمع للاهتمام بقضايا الإعاقة، وتحسيسه للإسهام بشكل فردي، أو جماعي من خلال المجتمع المدني والحركة الجمعوية، وإشراك المعاق في الحياة الاجتماعية بمختلف أشكالها.
     هذا، وبمناسبة الاستحقاق الوطني القادم، أؤكد باسمي الشخصي، وباسم جميع المعاقين في ولاية غرداية، بأننا سنكون في الموعد يوم 10 ماي، من أجل ممارسة حقنا، تلبية لنداء فخامة رئيس الجمهورية.
     أخيرا، أجدد تهانيّ إلى المنظمين والمشاركين في هذا اليوم البرلماني، ومزيدا من النجاحات لجزائرنا.
المجد والخلود للشهداء الابرار، العزة للوطن، وتحيا الجزائر، والسلام عليكم.

الحاج عشور الناصر بن محمد بن الناصر
                             ممثل ولاية غرداية


الجزائر في : 14 مارس 2012
بمقر المجلس الشعبي الوطني

هناك 3 تعليقات:

  1. صدقني أخي الناصر أشعر بفجر عندما أجد طاقات شابة في مثل هذا المستوى من التفكير والطرح القوي وباسلوب حضاري ومنهجي، فبارك الله فيك وفيمن رباك، وما ضاع حق وراءه طالب...سلام وتحياتي الخاصة وافواج الحياة عامة لأمثالك الأعزاء، كما نقول لك نحن في خدمتكم بكل ماترونه يزيد من نشاطكم الإيجابي.

    ردحذف
  2. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته عم ابراهيم .
    اشكركم من القلب على تعليقاكم ..وتواجدكم هنا ما هو إلا دعم لي للاستمرار ..بارك الله فيكم وجزاكم الله كل خير .

    ردحذف
  3. بارك الله فيك يا ابن الخال والعم فهذا لشرف لي . اعجبني تعبيرك و دوافعك فعلا لقد كنت الممثل عن ولا يتنا ونعم الممثل ونقاطك كانت في محلها .. فقد أبهرني اسلوبك بدون اي مبالغة استمر فانت في قمة نجاحاتك وفقك الله
    عن أخوك وابن ابن عمتك الكيوص يوسف بن احمد

    ردحذف

بارك الله فيك