الثلاثاء، 27 نوفمبر 2012

حريز عبد الله رئيس جمعية إحياء التراث يفتح قلبه في حوار متميز

     تعمل جمعية إحياء التراث بالقرارة منذ عدّة سنوات على المحافظة على معالم البيئة بهذه المدينة المصنفة ضمن التراث الوطني، كما تسعى جاهدة إلى وقف الزحف العمراني على الواحة المهددة بالزوال، إلى جانب نشاطها في مجال إحياء التراث والتقاليد التي خلفها السلف، وتعد هذه الجمعية من بين أنشط الجمعيات بولاية غرداية بفضل أعضائها ورئيس عبد الله حريز من مواليد مدينة القرارة سنة 1970، مهندس دولة ي البناء خريج الجامعة الجزائرية، حاورته حول قضايا مختلفة تتعلق بالتراث والبيئة والسياحة .

بداية نرجوا أن تقدم لنا تعريف موجز عن جمعيتكم؟
جمعية التراث وحماية الآثار تأسست سنة 1989، ولكن قبل أن تتأسس كانت عبارة عن نادي تابع للمركز الثقافي الشيخ إبراهيم أبي اليقظان، متكون من شباب الهاوي في التراث وغيور على تاريخه وتراثه، وهؤلاء الشباب قاموا بعدة أنشطة ومعارض حول التراث وعرفوا بتراث المنطقة في عدة مناطق على المستوى الوطني، وفي سنة 1989 قررت المجموعة تأسيس جمعية رسمية لها الاعتماد ومستقلة عن النادي الثقافي لأنهم وجدوا بعض الصعوبة في التحرك، ومنذ ذلك الحين تداول على رئاستها عدة شخصيات إلى أن رأستها سنة 2003  ثم من سنة 2008 إلى يومنا هذا, أما نشطاها فتنشط في مجال التراث والبيئة والسياحة كذلك .
هذا عن تعريفها، فما هو تخصصها بالضبط ؟
الجمعية تتخصص في كل ما هو تراث مادي أي مبني كالآثار والهندسة المعماريّة ونظام الري في الواحة,أي الأشياء المبنية الملموسة لأن كلمة التراث كلمة واسعة سواء مادي وطبيعي وثقافي .
  من خلال ما تقدم، ما هو التراث ؟
التراث كل ماتركه الجيل السابق للجيل الجديد، أي ما تركه الأجداد للأبناء أو الحفدة حيث كل شئ من هذا المتروك يسمى تراث ، حيث هناك تراث طبيعي و تراث ثقافي .
التراث الطبيعي مثل المناظر الطبيعية مثل الواحة الخضراء الجبال الحمراء المحيطة بالقرارة، والمناظر الموجودة في الهقار والشمال والجبال، كل هذا يصنف ضمن التراث الطبيعي وبالتالي وجب الحفاظ عليها، ويلاحظ أيضا التراث والبيئة متداخلتان كثيرا وخصوصا في التراث الطبيعي حيث نستطيع أن نحمي البيئة والتراث في نفس الوقت.
 التراث الثقافي والذي فيه صنفين تراث مادي أي شئ ملموس والتراث اللاّمادي شئ معنوي، فالتراث المادي ماهو منقول مثل التحف والأواني القديمة يعني الأشياء التي نستطيع أخذها من مكان إلى مكان أو وضعها في متحف، أما التراث المادي غير منقول وهي الآثار فمثلا لانستطيع نقل منزل أو قصر أو الأماكن الأثرية والتي لانستطيع نقلها من مكان إلى مكان فهي معالم متواجدة في عين المكان، أما التراث اللامادي (معنوي) مثل الأشعار واللغة الميزابية واللباس والحلي، وهناك عدة أشياء ثقافية تعتبر تراث ولكنه ليست مادية وهي معنوية خاصة إزلوان والحكايات القديمة وكل ما يروى .
ما الدافع الذي قادكم بالاهتمام بالتراث ؟
نستطيع أن نقول هناك غيرة على الأصالة والتاريخ وعلى الهوية الميزابيّة الإباضيّة، وخصوصا لما نشاهد هذه المميزات في تناقص وهناك غزو ثقافي وهناك أشياء تندثر مثل الآثار وعدة معالم الهوية الميزابية مهددة بالزوال، لذلك نحن كجمعية وكوقف مسلمين بالتراث دفعنا بعمل مجهود للحفاظ على الأقل ما نستطيع الحفاظ عليه .
ربطتموها بالغيرة، لكن حاليا نرى نقص كبير في الاهتمام بالتراث، ماهي الأسباب التي أدت إلى هذا ؟
طبعا نقص الغيرة نوع من الأسباب، وحتى الجانب التربّوي في التعليم لا نعطي أهمية لتّراث يعني نهتم بالمواضيع الأخرى ولا نهتم بالتّراث، فمثلا نحن كمجتمع ميزابّي نهتم بالتّراث الإباضي أكثر من اهتمامنا بالتّراث الآمازيغي الميزابي، فحدث خلل تاريخي في وقت ما، لا أدري السبب المباشر لهذا الشئ، ولكن نلاحظ علماء كثر يهتمون بالمخطوطات الإباضية يرتحلون من بلد إلى بلد لجمعه، طبعا هذا شئ جميل ونحن نشجّعه ونثمّنه، ولكن بالمقابل لا نهتم بنفس الدرجة بكل ما هو تراث ثقافي خاصة الآثار والعادات و...، نعم هناك محاولة ولكن توجد مقاومة يعني المجتمع يقاوم ويحاول أن يحافظ على هذه الأشياء ولكن أحيانا نضطرّ إلى القضاء والتخلي عن بعض العادات القديمة وبعض الأشياء التي تعبر عن الهوية .
إلى أي مدى ترى تفاعلنا فكريا وثقافيا ومجتمعيا مع هذا التراث؟
نلاحظ أن هناك اهتمام وخاصة من الجانب النسوي مثلا أو الجانب الرجالي بحكم الفطرة، هذا النوع من الناس  تجد عندهم غيرة ويحب أصالتهم ويعتز ويلبس (يشير بيديه إلى لباسه التقليدي) ، أما جزء الناس المثقفين سواء مثقف بثقافة عربية أو ثقافة فرنسية أو أي ثقافة أخرى يعني تجده لا يعطي الاهتمام اللاّزم للتّراث، وهذا سبب أظن أنه تربوي وفكري لأنه نحن كآمازيغ وبربر لا ندرس ثقافتنا الأصليّة وعلى نقيض ذلك ندرس ثقافة الغير، وفي كل العالم تجد الناس يغيروا على هويتهم فمثلا الفرنسي تجده عنده غيرة على لغته ويعتز بأصالته وثقافته ونفس الشئ بالنسبة للمشارقة والعرب عامة، ولكن الإنسان الأمازيغي و بعض الميزابيين بصفة خاصة ناقصة عندهم هذه الغيرة وبالعكس بل يحاربوها باسم الثقافة والإسلام أحيانا وباسم اللغة العربية لغة القرآن وبأسماء كثيرة ومبررات عدّة، حيث يرى من الخارج أنه على حق ويدافع على الإسلام واللغة العربيّة ولكن لما نتعمّق في طريقة تفكيره نجد أنّه متناقض مع نفسه لأنّ الدّين الاسلامي خاصة لا يدعوا على القضاء على الثقافات المحليّة الأصليّة أو هجران اللغة الأمازغيّة الأصليّة، أو العكس فرض اللّغة العربيّة أو فرض طريقة لباس معيّنة مثلا، هذه الأشياء كلها من اجتهادات المجتمع بحيث كل مجتمع له طريقة لباس وطريقة التفكير، لكن المبادئ واضحة  في الإسلام مثل الحجاب والإستقامة وغيرها، ولكن التفاصيل تركها الإسلام لكل مجتمع له خصوصياته ، حيث هناك مشكل بين الثّقافة الأصليّة والدين الإسلامي، فهناك حدود واضحة وتداخل وتفسير خاطئ لبعض المفاهيم .
وبدعوى مواكبة موضى العصر أيضا ؟
هذا شق آخر، فالناس المولعون بالثقافة الغربية يميلون إلى تقليد الممثلين والنجوم في تحليقات شعرهم وفي أزيائهم، ولكن أرى أن هذا الأمر يخص جيلا أو عمرا معيّنا مثل الشّباب في سنّ المراهقة، لكن لما يكبر النسان نلاحظ الصنف الأول الذي تحدثنا عنه هو الغالب .
لكن أغلب الشباب ينشأ حاليا تحت تأثير وسائل الإعلام وتكنولوجيا الاتصال الحديثة، ألا يرجع الدور إليكم مثلا كجمعيات في التحسيس والتوعيّة ؟
طبعا هذا دور الجميع بما في ذلك الجمعيات المهتمة بالموضوع فدورها التحسيس المتواصل والدائم والاتصال المباشر بكل شرائح المجتمع لإبراز قيمة التراث والمحافظة عليه والمحافظة على الهويّة أيضا .
أين تكمن أهمية المحافظة على  التراث؟
أي مجتمع يحافظ على تراثه ويغار عليه بطبيعة الحال هو مجتمع يعرف ماضيه جيدا ويعيش مستقبله بطريقة متزنة ولا يشعر بالنقص أمام الحضارات الأخرى، فهذا الإنسان يكون له مستقبل زاهر، أما الإنسان الذي ينكر شخصيته وربما أنكر تاريخه فلا ماضي ولا حاضر له فهذا الكلام قاله الكاتب رمضان حمود: ''إذا جهلت أمة تاريخها فقد جهلت مستقبلها، وإذا جهلت مستقبلها فقد أسرت نفسها بيدها وألقتها في يد غيرها''، يعني أي مجتمع إذا أراد أن يتقدم تقدما بأتم معنى الكلمة فيجب أن يدرس تاريخه ويدرس شخصيته ويعيش حاضره متناغما مع هويّته لكي يستطيع استقبال مستقبله ومواجهته، أما الإنسان كما يقال '' مقطوع من شجرة '' فلا ننتظر منه أية شئ فهذا الكلام عن تجربة ونستطيع أن نلاحظ هذا في العالم . 
متى صنف وادي مزاب ضمن التراث العالمي ؟
وادي ميزاب صنف كتراث عالمي سنة 1984 بداية من صور بني يزجن ثم أضيفت بعض المعالم، أما القرارة وبريان فهما غير مصنفتان ضمن اليونسكو بل هي مصنفتان ضمن التراث الوطني من قبل وزاة الثقافة .
لكن هناك مصادر وأقاويل تقول أن القررة مصنفة ضمن اليونسكو، هل من توضيح أكثر ؟
طبعا هذا خطأ وهناك معلومة خاطئة تتداول على أن القرارة مصنفة ضمن اليونسكو، ومن الصعب أن تصنف منطقة معيّنة أو معلم أثري معيّن كتراث عالمي هناك ملف ضخم وعمل كبير لأجل طلب تصنيف المعلم أو الموقع كتراث عالمي، حيث الملف يوضع على مستوى المنظمة بباريس الفرنسية ويدرس الملف وهناك عدة معايير لتصنيفه من ناحية قيمة الآثار من الجانب التاريخي والجانب التراثي ومن الجانب الهندسي ومن الجانب الطبيعي ومن عدة جوانب حيث هناك علماء مختصون في هذا العمل ثم يقرر يصنف ضمن التراث العالمي أم لا ، فرسميا القرارة غير مصنفة ضمن التراث العالمي.
قلتم القرارة مصنفة ضمن التراث الوطني، متى كان ذلك وما الفائدة من تصنيفها كذلك ؟
صنفت القرارة ضمن التراث الوطني سنة 1997 فهذا العمل قام به ديوان سهل وادي ميزاب بالتعاون مع بعض المهتمين في القرارة حيث وضع الملف على مكتب وزارة الثقافة فبعد دراسته قبل تصنيفه كتراث وطني، وبالتالي يستطيع المعلم الأثري أن يستفيد بالحماية والتدعيم في ترميمه.
هل هناك بعض المعالم الأثرية التي تستحق التصنيف ضمن التراث العالمي ؟
 طبعا هناك بعض المعالم الأثرية المهمة في القرارة هي في مصاف بعض المعالم على المستوى العالمي فلا ننكر ذلك مثل المسجد القديم وبعض الأبراج وهناك بعض العمران والواحة القديمة ونظام الري، لكن هناك عمل كبير لأجل تصنيفها .
هل في أجندتكم تهيئة ملفها لأجل تصنيفها ضمن التراث العالمي ؟
بكل صراحة لا، فنحن المهم المحافظة عليها لأن التصنيف شئ معنوي أكثر منه مادي لأنه لما تصنف شئ على المستوى العالمي فماذا بعد؟. المهم التوعيّة في الميدان فيجب على ناس المنطقة أن يعطوا قيمة لهذا المعلم، فمصنف أو غير مصنف فهذا شئ آخر، لأنه هناك عدة معالم مصنفة في التراث العالمي هدمت مثل تمثال بوذة في أفغنستان وهناك معالم أثرية أخرى، فنددت اليونسكو فماذا بعد، تنديد عبارة عن أشعار وكلمات أدبيّة، لكن الميدان هو العمل الرئيسي للجمعيات التراثية بتحسيس الناس بالمحافظة على هذا المعلم، وبالمقابل لا ننكر أن للتصنيف إيجابيات ولكن ليس بمستوى الحفاظ عليه في المنطقة لأنه حتى اليونسكو لها جولة كل 10 سنوات فإذا لاحظوا تدهور المعلم فيتم حذفه من قائمة التراث العالمي، فدورنا نحن الحفاظ عليه .

ماهي الإجراءات المتخذة لأجل الحفظ عليها خاصة من الجانب القانوني ؟
هناك قانون 89/04 والذي يسمى قانون التراث حيث القواعد والعقوبات وكل ما يلزم الحفاظ على التراث في جميع أصنافه، ولكن المشكل في التطبيق القوانين لأن القانون الجديد فيه كل ما يعود على التراث، وعلى أرض الواقع الجمعيات هي التي تعمل وتشجع القانون بالحفاظ على التراث بتحسيس الناس وترميم بعض الآثار وكلامنا خصوصا على التراث المادي، وهناك عدة أصناف من التراث فالحفاظ عليها بالممارسة الميدانية مثل اقامة المعارض والمهرجانات والاستعراضات ولباس تقليدي وبعض الأشعار والمدائح القديمة، أما كل ماهو مادي فالبتحسيس الحفاظ عليها، ولكن أحيان يكون الواقع له دور، فمثلا منزل قديم على حالة متدهورة فصاحب المنزل يقول أنه لم يتحصل على اعانة لترميمه فيطلب الحل اما في الاعانة من الدولة لأجل الحفاظ عليها أو القضاء على هذا المنزل بتهديمه كلية، فالواقع هنا يفرض نفسه، لأن الدولة مؤخرا لا تقدم أموال للترميمات كيفما كانت من قبل وخصوصا في التسعينات .
ماهي مطالبكم تجاه الدولة في هذه المسألة ؟
نطلب دائما الدولة بأن هذه البرامج التي تهدف إلى حماية التراث وحماية الآثار وحماية المساكن والقصور القديمة الاهتمام بها أكثر وذلك بتخصيص اعانات لهم اعانة وهذا العمل يجب أن يكون بالتنسيق بين مديرية الثقافة وديوان سهل وادي ميزاب فمثلا بعد الفياضانات 2008 جاءت عدة إعانات للمنكوبين لكن هذه الاعانات دمرت تدميرا شاملا للتراث لأن هذه العملية قامت بها مصالح مديرية السكن والبناء وغيّبت المصالح الأخرة من مديرية الثقافة وديوان سهل وادي ميزاب لذلك لم يراعا الجانب التراثي في الترميمات فالمنزل المصنف بالأحمر والبرتقالي تم تهديمه واعادته بغض النظر سواء كان قديم أو تراثي أو أثري، فوجهة نظر لم تكن تراعي التراث والآثار لأنه لوكان معلم عادي فلا مشكل لكن كمعلم تراثي وجب ترميمه والحفاظ عليه حتى ولو كلف أموال طائلة لأنه يمثل هوية وشخصية وأصالة المنطقة  .
هل هناك إجراءات تسمح للدولة باسترجاع المباني القديمة وتعويض أصحابها في مكان آخر حفاظا عليها ؟
هناك إجراء مثل هذا، ولكن الناس لا ترغب في ذلك حيث تراعي الجانب المادي أي لمن يقدم مبلغا أكبر، ولا تراعي الجانب المادي أي لمن يقدم مبلغا أكبر، ولا تراعي في الحسبان قيمة هذا التراث والآثار، فأحيانا المنطق المادي في التفكير يغلب المصلحة العامة، وينبغي على المصالح المعنيّة مراعاة هذه المعطيات لاسترجاع هذه الممتلكات وتفادي ضياعها .
لنتحدث الآن عن الواقع البيئي في القرارة في الواحة 
موضوع البيئة طويل وعريض خاصة في القرارة فكل العالم يهتم به لكن نحن كجزائريين لم نعطي له حقه، وخاصة نحن كقرى صحراوية عندنا خصوصية أنها كلها مدن واحتيّة يعني فيها مدينة وواحة، بغض النظر عن القرى الاصطناعية كحاسي مسعود وعين أمناص يعني ليست طبيعية ، ولكن المدن الأخرى التي سكنها الناس بطريقة أو بأخرى نستطيع تسميتها بالتاريخيّة أو بطريقة طبيعيّة حيث نجد القصر وبجانبه واحدة فيه الماء والنخيل وأرض صالحة للزراعة .
فهذا التناغم بين القصر والواحة يجب علينا نحن المحافظة عليها، أما المواضيع البيئية الأخرى كالاحتباس الحراري وتلوث الجو والغازات فهذه المواضيع غير موجودة عندنا  في الصحراء بقدر ماهي بالمدن الكبرى في الشمال، فنحن في الصحراء شغلنا الشاغل كيفية الحفاظ على نظامنا الواحاتي يعني بطريقة أخرى كيفية العيش في الواحة دون القضاء على المساحات الخضراء أو على نظام الري والفوقارة وردم الآبار وقنوات الواد وزحف العمران فهذه المواضيع يجب اتخاذها بعين الاعتبار والحفاظ عليها، وعدم ترك المدن تكبر فمثلا بعد تعمير العطف أنشأت بنورة والمليكة و.. لأن المدن الصغيرة سهلة التسيير وهذه الميزة تسمح بعدم التوسع إلى الواحة، ولأجل عدم البيان في الواد والواحة يجب العودة إلى النظام القديم، لأنه بهذه الطريقة نحن نقضي على الواحة، فهذه أهم المواضيع بالنسبة لنا في الصحراء أما الاحتباس الحراري والغازات فهذه مواضيع ثانوية بالنسبة لنا .
وماذا عن واقع البيئة داخل القصر ؟
هناك بعض المواضيع لكن أراها عامة مثل النظافة ومياه الصرف ونظافة الشوارع وتعبيد الطرقات فهذه الأمور لها العلاقة بالبيئة ومهمة جدا لكن تبقى دائما عبارة عن تفاصيل، لكن الموضوع الرئيسي هو الحفاظ على النظام الواحتي في الصحراء .
هل لك أن تحدثنا عن السياحة في القرارة ؟
القرارة لها إمكانيات سياحية كبيرة، فيوجد عندنا معالم أثرية كبيرة جدا من قصر وواحة مصنفين وطنيا كما قلنا سابقا كما يوجد مؤسسات تعتبر مزار بعض الشخصيات من معهد الحياة وداخلية ومدرسة الحياة، فكل هذه الهياكل من قبل وأثنناء وبعد الحركة الاصلاحية للشيخ بيوض حيث يزورها كثير من السياح، كما توجد مناظر طبيعية في الصحراء المحيطة بالقرارة بحيث موقعها بين ثلاثة مناطق وهي الشبكة منطقة الوديان ومنطقة الضايات إلى الشمال ومنطقة الكثبان الرملية (العرق الشرقي)من الجهة الجنوبية، فالقرارة محصورة بين هذه المناطق الثلاثة فهذا الخليط كله موجود في القرارة مما أكسبها أهمية سياحية كبيرة.
وماذا عن مشروع بن فيلح السياحي ؟
كما تعلمون مناطقنا الجنوبيّة، فيها مصادر للمياه الساخنة وبالأخص في منطقة بن فيلح مياهها فيها الكبريت وبالتالي صالحة للعلاج والاستجمام، كما يمكن أن تكون منطقة حموية بأتم معنى الكلمة فيها مكان للإيواء والترفيه والحمامات ومكان للعلاج، وبالإضافة إلى هذا يمكن أن ننم زيارات إلى الواحة والصحراء .
في محاضر سابقة لكم قلتم أنكم لا تريدون إنجاز فنادق كبيرة بالقرارة، ممكن توضح أكثر ؟
طبعا نحن لاندعوا إلى انجاز فناق مركبات سياحية كبيرة، فهذا لا يتناسب مع ثقافتنا ومع مبادئنا، نحن نبحث عن مخيمات سكنات وبنغلوهات صغيرة، فذلك يشجّع على توفير فرص العمل لمختلف شرائح المجتمع من حرفيين وأصحاب النقل والكل يعمل ويسافيد من النشاط السياحي، فما الفائدة التي تجنيها المنطقة إذا كان صاحب الفندق هو المستفيد وحده وعادة يكون مستثمرا أوربيا كما هو الحال في بلدان مجاورة، فهذا النوع من السياحة لا نريدها بتاتا، بالإضافة ما تنجر عن الفنادق من مشروبات كحولية و...الخ، فلذلك نحن لا نرضى بهذا النوع من السياحة، فنحن نريد سياحة شعبيّة يشارك فيها الجميع ويستفيد منها الجميع، مع الحفاظ على ثقافتنا ومبادئنا .
عبّرتم عنها سابقا بالسياحة المسؤولة ؟
هذا هو المفهوم السياحة المسؤولة يعني تنمي الاقتصاد وتحافظ على المبادئ وتعمل على التعريف بالمنطقة و ثقافة المنطقة فيصبح نحن نؤدي الرسالة إلى السياح وليس العكس .
هل هناك دليل سياحي في القرارة ؟
في حدود علمي لا يوجد لأنه من المفروض في كل بلدية هناك ديوان يسمى بالديوان البلدي للسياحة ولكن بلدية القرارة غير موجود فيها، حيث في وقت سابق من بداية التسعينات كان موجود وعلى رأسه مرموري عيسى رحمه الله ومجموعة من المهتمين يسيرونه حيث يقوموا بجولات ، فبعد وفاة بعض الأشخاص اندثر، فنحن نطالب بهذا الديوان لأنه مهم جدا حتى البلدية كانت تستشير هذا الديوان في عدة أمور متعلقة بميدان السياحة .
هل فكرت جمعيتكم في انشاء دليل سياحي ؟
نعم فكرنا فيه لكن لم ينجز، قمنا بأشياء تشبه هذا الشئ لكن لم يعمل بطريقة علمية وفنية، فالدليل السياحي يجب أن ينجز بطريقة علمية ومواصفات خاصة في طريقة العرض حيث معلومات بسيطة ولكن ذات معنى فمن خلال دليل صغير تترك الانسان يهتم بهذه المنطقة، فلحد الآن لم نقم بهذا العمل .
ما مدى بلوغ جمعيتكم الأهداف المسطرة على أرض الواقع ؟
نحن بعيدا عن الأهداف بكل صراحة لأن موضوع التراث موضوع كبير وشاسع والتحديات كبيرة جدا، فأحيانا التحديات تتجاوزنا من حيث الواقع، ولكن نحن كجمعية فدورنا نحسس ونقوم بتثبيت ببعض الأعمال والمشاريع وإحياء بعض المناسبات حتى نذكر الناس بالتراث والأصالة والهوية وقيمة القصر والواحة والبيئة .
ما هي المشاكل التي تواجه نشاط جمعيتكم ؟
طبعا هناك معوقات كثيرة فمثلا هناك أفكار كثيرة لكن تحتاج إلى تمويل وعراقيل في الميدان وبعض الأشخاص يقوم بأفعال تشعر ما عنده وعي في التراث والذي يجعله حاضر، فمثلا الشيخ بيوض رحمه الله في توسعة المسجد الكبير اقترَح عليه البعض هدم المسجد وإعادته لكن رفض بقوله المحراب صحيح وأيضا لا بد ترك شئ يدل على ما تركه أجدادنا للأجيال القادمة، من هنا نرى وعي الشيخ باليوض بالتراث .
حاوره: الناصر الحاج عشور

ـــــــــــــــــــــــــــ
الحوار تجدونه على صقحات جريدة غرداية نيوز غرداية نيوز العدد 06 الصادر يوم الإربعاء 21 نوفمبر 2012 الموافق لـ 07 محرم 1434 هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بارك الله فيك