الثلاثاء، 20 مارس 2012

تقرير اليوم البرلماني حول ترقية المنظومة القانونية للمعاق في ظل الإصلاحات الوطنية

     بمناسبة اليوم الوطني للمعاقين المصادف ليوم الإربعاء 14 مارس 2012 ،نظمت لجنة الصحة والشؤون الإجتماعية والعمل والتكوين المهني بالمجلس الشعبي الوطني وبالتنسيق مع الاتحاد الوطني للمعاقين الجزائريين يوما برلمانيا حول موضوع “ترقية المنظومة القانونية للمعاق في ظل الإصلاحات الوطنية”، وذلك بمقر المجلس الشعبي الوطني .
 وقد شهد هذا اليوم البرلماني مشاركة قوّية
لذوي الإعاقة ممثلين كل ولايات الوطن وكذلك مشاركة متميزة لنوّاب البرلمان وعدد من الأخصّائيين وأساتذة جامعيين باحثين ورؤساء الجمعيات من مختلف ولايات الوطن، بالإضافة إلى بعض الشخصيات الفعّالة في مجال الإعاقة وكذالك الأسرة الإعلامية الوطنية .
     وفي حدود الساعة 09:40 افتتح اليوم البرلماني بآيات بينات من الذكر الحكيم من طرف المشارك: بن عيسى نور الدين بن إبراهيم ،وبعده تم الإفتتاح الرسمي بكلمة رئيس لجنة الصحّة والشؤون الاجتماعية على مستوى المجلس الشعبي الوطني الدكتور: عبد القادر بلقاسم قوادري حيث أشار في كلمته إلى أهم نقائص قانون 09/02 المتعلّق بحماية وترقية الأشخاص المعاقين، بأنه لم يعد يتماشى مع متطلبات المعاق الجزائري وأنه بحاجة إلى إثراء وتحيين حتى تتماشى بعض مواده مع التغيرات الحاصلة في مختلف المجالات ولكي تتلائم مع الإصلاحات الوطنية .وقد أشار أيضا إلى أن النقائص التي تواجهها فئة ذوي الإعاقة في جميع الميادين ، سواء في عالم الشغل والسكن أو حتى المجالات الرياضية يجب أن تزول من خلال إعادة النظر في الكثير من مواد القانون الحالي ومن خلال تفعيل بعض الميكانيزمات التي من شأنها أن تسهم في إدماج ذوي الإعاقة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية ، ومن ناحية أخرى تطرق الدكتو: قوادري الى منحة المعاق التي تقدر بـ 4 آلاف دج شهريا معتبرا اياها بـ”منحة زهيدة” لا تكفي لسد ضروريات الحياة ، داعيا الى رفعها الى حدود 10 ألاف دج أو اكثر. ودعا أيضا إلى ادماج ذوي الإعاقة في المجال السياسي حيث إعتبر وجود بعض الشروط التعجيزية لانخراط ذوي الإعاقة في الاحزاب والنضال في صفوفها والترشح في قوائمها  وتصدر الهيئات التنفيذية فيها، كون بعض التشكيلات السياسية تشترط السلامة من العيوب الجسدية لتولي المناصب القيادية.
     حيث خلص السيد قوادري رئيس لجنة الصحة إلى  إعادة النظر في القانون 09/02 ومراجعته بشكل ينصف المعاق وخصوصا بعد مرور عشرية كاملة حيث لم يعد صالحا وملبّيا لتطلّعات واهتمامات فئة ذوي الإعاقة بالجزائر، لا سيّما في ظلّ الإصلاحات التي تعرفها البلاد حاليا، حيث مسّت كافّة الميادين والفئات الاجتماعية والعمرية ما عدا فئة ذوي الإعاقة التي لا زالت خارج مجال هذه الإصلاحات. 
     وبعدها تقدم رئيس الإتحاد الوطني للمعاقين الجزائريين السيد : محمد رزاق نبيل ، بكلمته حيث في البداية قدم تشكراتها لرئيس مجلس الشعبي الوطني على موافقته لتنطيم هذا اليوم البرلماني ،وتطرقه أيضا لصعوبت تنظيمه مذكرا الحضور بالإقامة التي أقام فيها المشاركون ليلة اليوم البرلماني بأنها إقامة صيفية ولا تلبي الشروط المريحة للمبيت فيها –القرية الإفريقية بسيدي فرج- ،واعتبر هذا اليوم فرصة للوقوف على الايجابيات الواردة في المنظومة القانونية للمعاق وتثمينها وتحديد النقائص الموجوة في القانون 09/02 وتعديله بعد مرور عشرية كاملة عليه وجعل هذه القوانين تتماشى مع تطلعات ذوي الإعاقة ، وخصوصا وكون المعاق الجزائري يرفع التحدي على جميع الأصعدة، وحان الوقت كي يساهم بقوة في جميع المجالات حتى يقضي على أي محاولة ممكن أن تهمشه، وذهب إلى القول أنه يجب أن تغير الذهنيات حتى تفتح الأبواب في وجه المعاقين .
     وبعد إفتتاح الأشغال بكلمتي ،الدكتور قوادري والدكتور محمد رزاق نبيل ، عرض شريط مصور بعنوان “الإعاقة قدر محتوم وتحدي مطلوب” حيث تم عرض عينة من معنات ذوي الإعاقة في بعض ولايات الوطن في لقطات مأساوية يعجز اللسان عن التعبير ... وللعلم أنه الكثير لم يستطع مشاهدة تلك المناظر المزرية لمعانات ذوي الإعاقة والظروف المأساوية والصعبة التي يعشون فيها .....
وبعدها تطرّق المحاضرون في أشغال هذا اليوم البرلماني الثاني المنظّم من طرف لجنة الصحّة والشؤون الاجتماعية والعمل والتكوين المهني بالتنسيق مع الاتحاد الوطني الجزائري للأشخاص المعاقين الجزائريين، إلى جملة من القضايا والمحاور التي تتّصل مباشرة بواقع الأشخاص ذوي الإعاقة في الجزائر، لا سيّما في ظلّ الإصلاحات الجديدة التي تشهدها البلاد في كافّة الميادين والمجالات، حيث نذكر منها :
1) مدا خلة الدكتور توافق مسعود طبيب أخصائي في الأمراض والأوبيئة ،أستاذ بالمستشفى الجامعي البليدة ،في موضوع"الكشف المبكر للإعاقة"
2) مداخلة الأ ستاذ حداوي سالم ماجيستير فى علم الإجتماع، في موضوع "التكفل الصحي للمعوق وسيلة إدماجية"
3) مداخلة الأستاذ بوبكر محمد السعيد ،في موضوع "قراءة فى مقترح القانون02/09"
4) مداخلة السيد المدير العام للديوان الوطني للأعضاء الإصطناعية ولواحقها، في موضوع "البدائل ولواحقها الإصطناعية والطبيعية"
5) مداخلة الدكتور محمد يزيد لريونونة، أستاذ بجامعة الجزائر ملحقة بوزريعة ، في موضوع"واقع الحماية الصحية والطبية للمعوق على ضوء قانون 02/09 المتعلق بحما ية المعوق"
6)  مداخلة السيد سي سعيد حسين مهندس معما ري، في موضوع "المعوق والتهيئة العمرانية الملا ئمة"
7) مداخلة السيد محمود خلو، إطار بالإتحاد الوطني للمعوقين الجزائريين، في موضوع "عرض المخطط العام حول إدما ج المعوق"
     وبعد هذه السلسلة من المداخلات التي أخذت حيزا كبيرا من النشاط نظرا لأهميتها لفئة ذوي الإعاقة وأيضا لقيمتها العلمية، إفتتح باب التدخلات للمشاركين من طرف رئيس الجلسة الدكتور قوادري ، حيث كانت هناك كثير من الطلبات للتدخل ولضيق الوقت تم إختيار من كل ولاية تدخل ولمدّة دقيقتين لكل متدخل ، حيث تطرق المتدخلون لأهم مشاكلهم التي تعتري حياتهم والعقبات التي تصادفهم وقدموا عدة ملاحظات واقترحات ,حيث من جهتي كنت ممثلا لولاية غرداية وقدمت تدخلي لأهم مشاكل فئة ذوي الإعاقة في غرداية والجنوب عموما حيث تتميز عن باقي إنشغالات ذوي الإعاقة في الجزائر نظرا لطبيعة مناطق الصحراء ونقص الإمكانيات والموارد و ....
     وبانتهاء المداخلات خلص اليوم البرلماني بجملة من التوصيات أذكر منها :
 إعطاء تسهيلات إضافية لإدماج المعاق في الحياة السياسية وضمان حقّه في السكن والتشغيل.
 العمل على التحضير لمشروع لجنة وطنية برلمانية وكذا ممثلي عن الحركة الجمعوية تعنى بفئة الأشخاص ذوي الإعاقة لدراسة قانون 09/02 المتعلق بحماية وترقية المعوقين وطرح مشروع تعديله.
  إنشاء معهد وطني لذوي الإعاقة.
 رفع منحة ذوي الإعاقة .
 تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من المشاركة في عملية التنمية.
 إستحداث تخصص جامعي جديد لهندسة البنايات العمرانية بما يتناسب مع ذوي الإعاقة .
  الدعوة إلى تحقيق حقّ المعاق في التمثيل بالمجالس المنتخبة.
تفعيل البرنامج الوطني للكشف المبكر عن الإعاقة والوقاية وتحسين أطر المنظومة الصحّية.
  إعادة النظر في منظومة التمدرس والتكوين في أوساط الأشخاص ذوي الإعاقة.
 إعداد برنامج ومخطّط تشغيل استعجالي لفائدة ذوي الإعاقة وجعل الأشخاص ذوي الإعاقة يستفيدون من آليات التشغيل المقترحة من طرف الدولة .
 ضمان حق المساواة بين المعوقين وغيرهم ( التشغيل ، السكن ، التمثيل السياسي ، ... ).
دعوة كلّ القطاعات الوزارية إلى حماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
 أخيرا توجيه كافّة التوصيات والبيان الختامي للوزارة الوصية والوزارات المعنية.
     وقبل اختتام أشغال هذا اليوم البرلماني، كرمت إدارة المجلس الشعبي الوطني، من خلال لجنة الخدمات الاجتماعية، عددا من موظفي المجلس من ذوي الإعاقة وبعدها رفعت الجلسة في حدود الساعة 13:20 .حيث دعيّ الوفد المشارك لمأدبة غذاء بمطعم النواب في الطابق السفلي بالمجلس الشعبي الوطني .

الحاج عشور الناصر بن محمد بن الناصر
                                                         ممثل ولاية غرداية
                                                         البريد الإلكتروني


الجزائر في : 14 مارس 2012
بمقر المجلس الشعبي الوطني

هناك تعليقان (2):

  1. جزاك الله خيرا كثيرا ، وتقبل منك صالح الأعمال
    وفقك الله لمزيد من النجاح و التفوق

    ردحذف

بارك الله فيك