السبت، 28 أبريل 2012

خطوتي الأولى نحو عالم المحاضرات ...... شكرا والديّ شكرا صديقي شكرا لكم أفواج الحياة


بمنِّ الله عليَّ وفضله والحمد لله كانت إنطلاقتي لعالم جديد عليَّ وهو عالم إلقاء المحاضرات أو الندوات حيث كانت من بوابة أفواج الحياة الشامخة، بعدما كنت دائما مستمعا ومتلقيا من دكاترة ومشائخ حفظهم الله ومن أصدقاء برزوا بقدراتهم العلمية أو المهنية، فلم أتخيل يوما أن أكون الذي يحاضر يوما لأنه ما أسهل الأخذ وما أصعب العطاء وخصوصا أن تكون أمام ملئ وتقدم معلومات لأصناف متعددة وعقليات متنوعة فيصعب أن توصل الرسالة للجميع، لكن أفواج الحياة فتحت لي أبوابها وقدمت لي كل التسهيلات لأقدم وأعطي بعض مما حباني الله به ليستفيد منه الجميع كما كنت من قبل أستفد وأغترف من مثل هذه المحاضرات.


وأنا عائد من العاصمة  إلى بلديتي الغالية القرارة، يوم الخميس 15 مارس 2012 -بعد مشاركتي في اليوم البرلماني حول موضوع “ترقية المنظومة القانونية للمعاق في ظل الإصلاحات الوطنية”، وذلك بمقر المجلس الشعبي الوطني ،بعد أسبوع شاق جدا بين الطرقات وقطع مسافات سفر طويلة جدا ومسؤولية كبيرة كانت ملقاة على عاتقي حيث كنت ممثلا لذوي الإعاقة لولاية غرداية قاطبة، لكن كل شئ هان بعد أن وفقني الله والحمد لله في تبليغ الرسالة التي ذهبت لأجلها- .
  وبينما أنا في الطريق وفي حدود الساعة الثانية زوالا، إتصل بي شخص برقم جديد، وبعد التحية والسلام عرفني بنفسه أنه قائد كشفي في أفواج الحياة، حيث طلب مني أن أقدم لهم ندوة لصنف الأشبال في المخيم الربيعي الذي قال لي بأنه سوف يقام في ضاية بافو أحمد بن إبراهيم، حيث إقترح علي يومي الجمعة أو السبت 16 أو 17 مارس على التوالي، وبعد تردد مني، لأنه لأول مرة أدعى لإلقاء محاضرة ولم أكن متعودا على ذلك من قبل، وأيضا لضيق الوقت حيث لم يكن أمامي سوى أقل 15 ساعة للتحضير للندوة، وكان معي صديقي العزيز الذي كان مرافقا لي في سفريتي هذه حيث شجعني كثيرا ودفع بي إلى الأمام (فاللهم احفظه وبلغه إلى مايصبو إليه في هذه الدنيا)، فأخبرتهم بالإيجاب وأني سوف أحاول قدر المستطاع التحضير لموضوع يكون في مستوى البراءة التي أعمارهم تتراوح بين 8 و 9 سنوات .
مباشرة بعد نهايتي للمكالمة مع القائد يوسف بدأت أفكر في الموضوع الذي يكون مناسبا لأعمار الأشبار وفي كيفيّة الإلقاء وتوصيل الرسالة لأنه من أصعب المحاضرات التي تكون موجه للطفولة، فالطفل سريع الإنجذاب وسريع التنافر، ولابد أن تكون جاذبية الأطفال نحو المحاضر وذلك بجودة وبساطة المادة المقدمة وسلاسة تقديمها، وانطلاقا من هذا ولأن  فضل والدي كبير عليّ فقررت إعداد موضوع حول واجبات الأبناء نحو الآباء حتى أبرز للأطفال قيمة الوالدين ووجوب إحترامهم وعدم عقوقهما وإرضائهم لأن رضا الله في رضا الوالدين، وبين هذا وذاك أسترجع بعض الذكريات مع صديقي وتارة أخرى مع نفسي، إلى أن وصلتإلى القرارة سالما غانما والحمد لله، دخلت المنزل وكل إشتياق له ولي أمي وأبي العزيزين وبعد دردشة خفيفة مع والدي،لاحظت أمي علامات التعب والإرهاق بادية على وجهي فأسرعت أمي حفظها الله تحضر لي العشاء والساعة تشير إلى 23:00، وبعدها إستلقيت على فراشي الذي إشتقت إليه.
وفي حدود الساعة التاسعة صباحا إستيقظت من النوم بعدما استرجعت بعض قواي جراء التعب الذي نال مني، وقمت للفطور وبعدها جلست في جلسة عائلية أسترجع ذكريات اليوم البرلماني التي أصبحت من الماضي، وفي منتصف النهار توجهت إلى مكتبي وبدأت في تحضير موضوع محاضرة الأمسية حيث بقيت في تحضيره حوالي مدة 3 ساعات إلى نهاية القيلولة أنهيت والحمد لله بعد تردد وزياد وحذف لأنه لم أكن متعود على هذا من قبل .
وبعد المغرب توجهت إلى المخيم المنعقد في ضاية بافو حيث رحب بي أحسن ترحيب من المحافظ وأستاذي بن الشيخ عبد الله ومن القادة والأعضاء, وأعطي لي مدة ساعة من الزمن للمحاضرة، فلقد كان هناك تفاعل كبير من الأعضاء حيث إعتمدت على إشراك العضو في المحاضرة أيضا حيث لا يتعرض لقلق من السماع فقط والحمد لله مرّت في أحسن الظروف رغم النقائص التي فيها والتي تعود لضيق الوقت في التحضير .
ويمكنكم تحميل المحاضرة من هنا (واجبات الأبناء نحو الآباء)

وفي الأخير أتقدم بخالص الشكر إلى من تقصر كل كلمات الشكر وعبارات الثناء بحقهم، إلى أمي وأبي إليهما من تجسدت فيهما كل معاني الحب والصبر والعطاء، بتربيتهما الحسنة وتنشئتهم لي في أحسن الظروف لقد وصلت لما عليه الآن لهم كل الشكر وكل الدعوات القلبية بان يحفظهما الله ويمد في أعمارهما، وأتقدم بشكري إلى كل إخواني وأخواتي الذين كانوا لي السند في حياتي فحقا كنتم نعم الإخوة، وإلى كل صديق محب لي فأقول له بعد محيطي الداخلي فأنتم أحق بمصادقتكم فشكرا على وقوفكم بجنبي وتشجيعاتكم لي المواصلة على درب الأمل، وإلى كل الأساتذة الذين نهلت واغترفت من علمهم، وإليكم أفواج الحياة من فتحوا لي باب الشجاعة والإقدام وإبراز قدراتي، إليكم جميعا أقول لن أنسى خدماتكم الجليلة لي ما حييت، أسأل الله أن يحقق آمالكم ويوفقكم لما يحبه ويرضاه وأن يجمعنا بالحبيب المصطفى في جنات الفردوس الأعلى يارب .

كما يمكنكم تحميل هذا الموضوع بصيغة pdf من هنا


شكرا لكم على حسن المتابعة في إنتظار تعقيباتكم التي سوف أستفيد بها كثيرا وبها أستمد قوة المواصلة إلى الأمام

تحياتي أخوكم ومحبكم في الله : الناصر بن محمد الحاج عشور

هناك 19 تعليقًا:

  1. بارك الله فيك أستاذنا الكريم أسأل الله أن يوفقك لأكثر من ذلك ... أرجو أن تحمل الموضوع بصيغة الفيديو ...إلى الأمام لا للوراء

    ردحذف
    الردود
    1. وفيكم البركة أخي الكريم ، وإن شاء الله نرتقي لدرجة الأستاذ كما تفاءلت لي ... تحياتي لك .

      حذف
  2. ماشاء الله أخي ناصر , أنت تتقدم بسرعة , و هذا دليل على نشاطك و قدرتك و موهبتك في التعاطي مع الأمور , هنيئا لك صديقي , مزيدا من التفوق و النجاح و تمنياتي الخالصة لك أن أراح محاضرا و أستاذا ناجحا تتخرج على يديك أجيال و أجيال .

    ردحذف
    الردود
    1. مرورك أسعدني كثيرا وكلماتك أكثر صديق العزيز أسامة، وأتمنى أن أصل إلى ذلك المستوى الذي جعلتني فيه وذلك بدعواتكم لي عن ظهر الغيب.
      لك مني كل التحية والتقدير صديقي العزيز .

      حذف
  3. السلام عليكم
    تبارك الله عليك خويا ناصر ، اتمنا لك النجاح و الاستمرار في طريق التميز

    تقبل مروري البسيط
    اخوك عبد القادر

    ردحذف
    الردود
    1. وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته أخي الكريم عبد القادر
      تعقيب أسعدني جدا، حفظك الله ورعاك، ووفقك لكل خير.
      تحياتي لك

      حذف
  4. جميل جداً ما حققته والأجمل منه سعيك وراء النجاح، أحيي فيك شجاعتك واصرارك على تحقيق أهدافك، في وقت قلما نجد من يرسم هدفاً امام عينيه ويسعى لتحقيقه، في وقت أصبح جل الشباب يسيرون في خطوط عشوائية لا يدرون إلى أي ستنتهي، وكل ما يهمه أنهم يمشون وفقط.
    موفق أخي ناصر. مزيداً من النجاح والتوفق، لنراك محاضراً ناجحاً في المستقبل.
    تقبل مروري ~ راضية

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا لك أختي الكريمة راضية على تعقيبك القيم، وألف شكر على مشاعرك الجياشة.
      آمين يارب ووفقك الله لما فيه الخير والصلاح.
      تحياتي القلبية لك .

      حذف
  5. بل الفضل لك بعد الله نظرا للنشاط الذي تمارسه، فأصبحت تمنح دروسا مجانية للآخرين في الجدّ والنشاط دمت وفيا لوالديك وأمتك عموما، فما خاب مجتمع به أمثالك..تحياتنا القلبية إليك، كما نسعد بخدمتك بما نستطيع...شكرا..
    من أخيك الداعي لك بكل خير: ابراهيم بن الناصر الكيوص
    كما أرجو أن تسمح لنا بنشر هذا المقال بمدونتنا إن تفضلت بذلك

    ردحذف
    الردود
    1. بارك الله فيكم أخي إبراهيم وبلغك أمانيك، كلماتكم زادتني تحفيزا وفي نفس الوقت مسؤولية لأن أقدم كل ماعندي للمجتمع الذي علمني هذا الجد والنشاط الذي ذكرته.
      لكم كل التصرف أخي إبراهيم وكما يقال "بلا متشاور".
      تحياتي لك ولكل أسرة أفواج الحياة .

      حذف
  6. مشاءالله اخي ناصر فأنا جد فخورة بك فقد شهدت نجاحاتك نجحا تلوا الاخر فقدما الى الامام فانك تسطيع ذلك بطموحك واصراركك على النجاح فبارك الله لك وبارك في ابوينا وحفضك الله وحفضهم ووفقك الى مافيه الخير وصلاح المجتمع.

    ردحذف
    الردود
    1. أهلا أختي الكريمة فلا شكّ لك دور كبير جدا لما أنا عليه الآن، رغم أني مازلت أرى نفسي في بداية الطريق، أدعو الله لك بكل دعوة دعوتها لي.
      لك كل التحية والتقدير والإحترام.

      حذف
  7. الردود
    1. آمين يارب ووفق الله أيضا في حياتك أخي الكريم زيزو .
      تحياتي لك .

      حذف
  8. بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبعد : أحييك بتحية الاسلام تحية أهل الجنة جعلنا الله وإياكم منها، فالسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
    أحببت المشاركة بموضوعك..فأنا أتابع كل مواضيعك باهتمام لأن وراءها نفسا قوية سلاحها التحدي والصمود.
    مواضيعك قيمة جدا لاتفيها العبارات حقها في الحقيقة كل مرة تتركنا عاجزين عن ابداء رأينا ، وماشدني في هذا الموضوع هو اختيارك الموفق في عنوان محاضرة الأولى ألا وهو ( بر الوالدين ) بر الوالدين من أعظم الطاعات و أجل القربات و ببرهما تتنزل الرحمات و تنكشف الكربات، فيارب أعنا على برهما وطاعتها واحفظهم لنا يارب العالمين ،أتمنى لك بداية موفقة إن شاء الله في عالم المحاضرات ، وفقك الله في تطوير قدراتك ، وتذكر دائما بعزيمتك و آمالك و كفاحك المستمر تقدر على تخطي كل الصعاب

    ردحذف
  9. رائع طموحك صديقي وأجمل منه سرعة تقدمك.. أراك في غد مليء بالنجاحات.. دمت لنا مثالا للشاب المكافح الذي لا يرتضي لنفسه دور النقد وفقط بل يسعى للتغيير.
    أحييك حقاً

    ردحذف
    الردود
    1. كل الشكر لك صديقي باسم على كلماتك فشرف كبير لي أن تنير مدونتي بكلماتك، فعلى دربكم الذي سبقتموني فيه سائر وعلى نصائحكم أقوى وملاحظاتكم ونقدكم أواصل .
      ألف تحية وتقدير لك .

      حذف
  10. ما شاء الله, مبدع كما عهدناك
    فعرضك في غاية الأهمية أخي ناصر
    نسأل الله أن يوفقك للمزيد من النجاحات في المستقبل وأن تصبح ناصرا للدين بمثل هذه الندوات و الملتقيات
    كما ندعو الله العلي القدير أن يحفظ لك والديك وان تبقى دائم الوفاء لهما
    أخوك المحب في الله : قاسم حريز

    ردحذف
    الردود
    1. آمين يارب وعليك مادعوته لي صديقي قاسم.
      جزاك الله كل خير على عواطفك الجياشة وأشجانك ولا حرمني الله منك ومن ملاحظاتك .
      وكما أدعوا الله أن يوفقكم في مساركم الدراسي الجامعي وأن يسدد على طريق العلم خطاكم .
      تحياتي ومودتي لك حبيبي قاسم .

      حذف

بارك الله فيك