الجمعة، 19 أكتوبر 2012

لقاء خاص جدا ومتميز مع أستاذي القدير بن عبد الله صالح


بمناسبة اليوم العالمي للمعلم كان لـي لقاء خاص جدا ومتميز مع أستاذي العزيز والقدير بن عبد الله صالح، الذي علمني واغترفت منه الكثير منها أسلوب الحوار، وها أنا اليوم بين يديه أطبق ما علمني اياه، فياليت يكون مطلعا عليه ليقدم لي ملاحظاته والنقطة التي   كنا ننتظرها بشغف وقت الامتحانات :) لأجل تصحيحها والاستفادة منها فإلى حد الآن مازلنا نتعلم، بن عبد الله صالح أستاذ اللغة العربيّة والتربية الإسلاميّة في متوسّطة ابن خلدون بالقرارة ولاية غرداية، الذي أفنى جزء كبير من عمره ولا يزال في ميدان التعليم والتربيّة، حيث يتحدث في هذا الحوار عن المعلم ودوره والرسالة التي يضحي لأجلها في تربية الأجيال، ويتحدّث أيضا عن الجيل والعصر الحالي ومميزاته، وإليكم نص الحوار:
بما أنكم أستاذ قديم في ميدان التعليم، ممكن تحدثنا عن مهنة المعلم وخصوصا مع هذا الجيل ؟
مهنة التعليم وتربية الأجيال هي مهنة نبيلة وشريفة وخطيرة ومهمّة في نفس الوقت وليست سهلة خاصة تربية أجيال العصر والتي تختلف كثيرا عن الأجيال السابقة لمعطيات كثيرة لأن الأجيال المعاصرة صارت تتفاعل مع المحيط المشحون والمليء بالمتناقضات والمليء بالإيجابيات والسلبيات، يعني صار تلميذ العصر يعيش في جو مكهرب وفي جو مليء بالمغريات والماديات وبالتالي صعب جدا التعامل معه ، حتى التليمذ المعاصر بالمقابل مع المعلم إن لم يكن المعلم في الوقت الحالي محنك ومجرب وعارف كيف يتعامل مع تلميذ العصر فلا يستطيع التأقلم مع هذا الجيل كما سماه الكتاب جيل الجهيد، حيث تلاميذ اليوم إلا من رحب ربّك فيه نقص في الحياء والإحترام والتقدير إلى درجة أنه لايقدّر المعلّم قدره، وبالمقابل هناك عيّنة من التلاميذ الأوفياء والنجباء ومنهم الذين لهم رعاية خارجية، حيث الوليّ يقوم بدوره والأسرة كذلك وبالتالي تجده طالب ما شاء الله، ونتمنى أن تكون هذه العيّنة هي الغالبة في التلميذ .
 ماهي إجابيات التعليم ؟
أول إيجابية أن التعليم رسالة بمثابة رسالة الأنبياء والرّسل ويقال من علمك حرفا صرت له عبدا، فالشيء الأساسي الذي نؤديه هو تربية النشء أخلاقيا ودينيا واجتماعيا ونفسيا ووطنيا وعلميا وفكريا حيث كل هذه الجوانب نرمي تنشئتها في هذا الطالب، طالب الغد أو رجل الغد لهذا الوطن .
كيف كان المعلم وكيف أصبح ؟
في الحقيقة المعلم كان مهمش في زمن مضى لكن حاليا أصبح لا بأس يعيش كمواطن ويستطيع أن يتمتع بالراحة والطمأنينة وقادر على أن يوفر مسكن وسيارة و.. ، يعني يعيش الحضارة ومعاصرة العصر في حدود أجرته المتحسنة اليوم، بفضل جهود الدولة والوزارة والنقابات وحتى الأساتذة فهذه الجهود تضافرت فحققت هذه المكاسب لهذا المعلم حتى أصبح منصبه يحسد عليه ويوجد ناس يطلبون هذه المنصب بإلحاح فأحيانا لايجدونها.
أين تكمن أهمية تربية هذا النشئ وخصوصا على المقومات الاسلامية والوطنية ؟
هذه المقومات لابد من النشء أن يتشبعها، فمن الجانب الديني هو الأصح فإذا كان الطالب ذو رصيد ديني ويقدر ويخاف الله ويطيع الوالدين وبكل تأكيد ينجح، فتجد الأستاذ يتعامل معه براحة ويتفاعل مع هذا التلميذ ممّا يولّد حب متبادل بين التلميذ والمعلم، وكذلك الجانب الوطني مهم جدا فكلما كان الطالب مشبّع بالروح الوطنية فتجده يعتز به ويحس أنه يعيش في كنف الرعاية الوطنيّة فتجد المؤسسة والأساتذة وكل الوسائل متوفر أمامه فهذا مهم جدا ومكسب عظيم لهم فنحن لم نكن نحلم بهذا لما كنا طلبة .
كلمة أخيرة توجهها للمعلم .
 الكلمة التي أوجهها للمعلم هو أن يخاف الله في هذه فلذات الأكباد التي يقدمها الأولياء لهؤلاء الأولياء، لأن الولي في المنزل هو ولي شرعي وفي المدرسة هو ولي روحي فهو مسؤول إذا على أن ينميّ المواهب و الأخلاق والدين والروح في فلذة كبد هذا الولي الذي بعث إلهي هذه الأمانة، فاليؤدي هذه الأمانة حقة تأدية .

ـــــــــــــــــ
الحوار تجدونه في العدد 05 من جريدة غرداية نيوز الصادرة يوم الإربعاء 17 أكتوبر 2012 الموافق لـ 01 ذو الحجة 1433 .

هناك تعليق واحد:

بارك الله فيك