السبت، 29 ديسمبر 2012

'' أقّلتد غيري '' ... مؤسسة أوماي خطوات ثابتة نحو مستقبل مشرق


لماذا يا أبي قساوتك عليّ إلى هذا الحد !!!
ألست مثلك !!!
أنا إنسان مثلك !!!
فكر فكر يا أبي منذ متى لم تزرني في تلك الغرفة التي حبستني فيها !!!
أربعة أشهر لم أسمع صوتك وسمعتك تفرح مع أخي وقدمت إليك  !!!
أبي تفضّل عليّ بقليل من حنانك  !!!
             
    بين ثنايا هذه الكلمات والمشاعر والأحاسيس رسائل قويّة تترجم الوضعيّة القاسيّة والصعبة التي عاش فيها سعيد مع أبيه الذي رفضه ولم يتقبّل أن يولد له طفل معاق، واستمرت معانات سعيد إلى أن فرّط فيه والده لصديقه الذي شعر وأحسّ بهذه المعانات فقرر التكفل بهذا الإبن البار وإخراجه من جبروت والده وجحيم الغرفة التي بقي فيها حبيسا .
    هكذا كانت بداية قصة الفيلم الإجتماعي "أقلتد غيري" ومعناها "التفتوا إليّ" لمخرجه مصطفى بوقرطاس وسيناريو فخار بكير ومن انتاج مؤسسة Ommey Productions الذي بثّ سهرة يوم أمس في القناة الرابعة الأمازغية.
     فلا أغوص كثيرا في اعادة وقائع القصة المؤلمة والهادفة، بل أحاول ترجمت أهم ما استخلصته من رسائل بثت عبر هذا الإنتاج الرائع والقيّم، بداية أن كل إنسان على وجه هذه الأرض معرض للابتلاء مهما كانت قوّته وصحّته، فلا يغتر بمظهره في حين الكبرياء للمولى عزّ وجلّ وحده، إضافة إلى عدم اليأس والقنوط من رحمة الله بل اتخاذ الأسباب والتوكل عليه ، وأيضا التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع الذي برز في التكفل بسعيد اضافة إلى عمل الجمعية الخاصة بحماية أفراد ذوي الإعاقة وعدة صور أخرى ظهرت جليّة في الفيلم، وأيضا التناصح والتسامح وعدم التفرقة بين الأبناء والتربيّة الحسنة، والسياقة بحذر وعدم المجازفة وعدّة صور أخرى عالجها الفيلم القويّ في المبنى والمعنى لمدّة ساعة ونصف من الزمن .
     إضافة إلى أن الإعاقة تتعدّد فمنها جسدية وعقليّة ودينيّة و...، لكن الإعاقة الحقيقية والطامة الكبرى من أصيب في دينه .

     فكلّ التحيّة والتقدير مؤسسة أوماي وعلى رأسها أخوي بوقرطاس مصطفى وأسامة الراعي فمزيدا من التقدم والنجاح يتمناه لكم محبكم الناصر الحاج عشور .

هناك تعليق واحد:

بارك الله فيك